لَحْظَةُ عِشْقٍ
شعر محمد صافي
كَيْفَ سَأُجْنِي ثَمَرَاً
مَصْلُوْباً فَوْقَ جُذُوْعِ الصَّحْرَاءْ
فَلَقَدْ تَاهَتْ أَشْيَائِي
فِي مُدُنٍ بُتِرَتْ
مِنْ بَيْنِ الأَسْمَاءْ
وَبِكُّلِّ عُصُوْرِ العِشْقِ لَقَدْ عِشْتُ
وَلَمْ أَعْرِفْ أَبَدَاً
عِشْقَاً فِي تِلكَ الأَجْوَاءِ الرَّمْضَاءْ
حَتَّى عُدَّتَ أُنَقِّبَ فِي عَصْرِي
عَنْ شَئٍ مِنِّي يَحْمِلُنِي
فَوْقَ سَحَابَةِ شَوْقٍ غَيْدَاءْ
وَتَرَكْتَ بَقَايَا حُزْنِي
تَغْرَقُ فِي الشَّجَنِ وَقُلتُ اليَوْمَ
يَطِيْرُ العِشْقُ بِلا أَجْنِحَةٍ
أَوْ حَتَّى دَوْنَ هَوَاءْ
يَا مَلِكَ الأَزْهَارِ إِلَى بُسْتَانِكَ خُذْنِي
خَضَعَتْ ثَوْرَاتِي
بَيْنَ يَدَيْكَ
وَبَاتَ وَمِيْضِيْ يَحْمِلُ
رَايَاتِ العُظَمَاءْ
جِئْتُ أَمِيْلُ عَلَى شَفَتَيْكَ بِهَمْسٍ
لَمْ تَعْرِفْ فِيْهِ نِسَاءْ
ذَابَ القَلبُ
وَمَا بَقِيَ مِنَ التَّأْنِيْثِ
سِوَى التَّنْهِيْدِ ,وَبَعْضِ حَيَاءْ
إِنَّ حُبَابِيَ خَمْرٌ
فِي كَأْسِ الحُبِّ فَلا تُسْكِرُنِي
وَاطْفِئْ لَهَبَ الوَجْدِ بِقَطْرَةِ مَاءْ
أَنْتَ العَاشِقُ فِي لُغَتِي
وَحُرُوْفُ الصَّمْتِ أَرَاهَا
فِي خُلوَةِ شِعْرٍ حَمْرَاءْ
خَلَعَ اللَّيْلُ ثِيَابَ التِّيْهِ عَلَى
شُرُفَاتِ الأَضْوَاءْ
وَتَلَعْثَمَ لَوْعٌ مِنْ شَبَقِي يَرْتَعُ
فَوْقَ سُطُوْرٍ بَيْضَاءْ
وَعُيْوْنُ دَفَاتِرِنَا
تَشْهَدُ أَنَّ الحَرْفَ تَبَتَّلَ
فِي لَحْظَةِ دِفْءٍ
وَتَسَرَّبَ مِنْ تَحْتِ الدِّفْءِ دِمَاءْ