أهلاً وسهلاً بكم أيها الزوار الكرام عبر مدونتي

26‏/01‏/2012

لذة الوهم

لِذَّةُ الوَهْمِ


شِعر محمد صافي


لَيلٌ عَلَى عَتَبِ الأَوْجَـــــاعِ يَلتَصِـــقُ
فِيهِ النَّوَايَا هَمَتْ تُصغِي لِمَـــنْ وَثِقُــوا


لِذَا أَنَــا فِي دُرُوبِ الوَجْــــدِ أَحْتَــرِقُ
بِي لَوْعَـةٌ مِــنْ رِدَى الأَحْــزَانِ تَنْبَثِقُ


لَمْ أَكْتُبِ الشِّعْرَ مُذْ أَنْ حَاصَرُوا كُتُبِي
وَلَمْ أَصِفْ فِي لُغَاتِ الصَّمْتِ مَا نَطَقُوا


الحَرْفُ يَمْكُثُ فِــي صَحْـــرَاءِ أَسْئِلَتِي
شَعْـثَاً يُنَقِّـبُ عَــنْ أَحْـلامِ مَنْ صَــدَقُوا


وَالنَّـايُ يَرْسُــمُ وَهْمَاً فَــوْقَ أَرْصِفَتِـي
وَالسَّائِـرُوْنَ عَلَـى الأَوْهَــامِ قَدْ سَبَقُــوا


لآ أَعْتَلِــي شَجَـــرَاً يُنْـفِـيْ عَــرَاقَـتَــهُ
خَـوْفَــاً عَلَــى ثَمْـــرَةٍ يَحْتَـلُّـهَا شَبَـــقُ


حُرِّيَّةُ الشَّمْسِ تَبْكِـي خَلْفَ أَشْـــرِعَتِي
وَحُرْمَةُ البَحْـرِ يَــرْنُو خَلفَهَا الغَــرَقُ


عَلَى صِرَاطِ الأَسَــى تَمْشِـــي حَقَائِقُنَا
حَتَّــــى جَهَالَتنَــــا يَقْتَــاتُهَــــا نَـــزَقُ


قَدْ تَاهَ فِيْنَا صُـــرَاخُ المَــــوْتِ وَاأَسَفَا
وَبَـــاتَ يَمْــدَحُنَــــا إِفْــكٌ وَمُـــرْتَزَقُ


يَقَوْدُنَـا التِّيْهُ نَحْـــوَ الأَمْـــسِ مُبْتَسِمَاً
وَنَحْـنُ فِــي صَــوْلَةٍ نَلْهُـــو وَنَسْتَبِقُ


أَيُمْسِكُ الـذُّلُّ فِي جُـــدْرَانِ حُــرْمَتِنَـا
وَبَعدُ مَــا زَالَ فِينَــا يَسْكُـــنُ الشَّفَـقُ


شُدِّي بِأَضْـرِحَةِ الإِغْــوَاءِ يَا سِعَتِــي
إِنَّ المَهَـــابَةَ تَحْــتَ الصَّمْتِ تَنْفَلِـقُ

19‏/01‏/2012

قتل من ضريح الموت

قَتْلٌ مِنْ ضَرِيْحِ المَوتْ


شِعر محمد صافي

أَرَى فِي الحُرُوْفِ قَتِيْلاً
يُشَاطِرُهُ فِي الهَلاكِ جُحَافٌ
يُؤَرِّقُنِي ,وَيُقَاسِمُنِي سَطْوَةَ الوَهْمِ فَوْقَ الجِفَايَةْ
كَطَيْرٍ تُعَذِّبُنِي غُرْبَتِي
فِي سُطُوْرِ الضَّحَايَا
كَتَبْتُ عَنِ الذُّلِّ وَالبُعْدِ وَالأَمْرِ وَالنَّهْيِ قَبْسَ مَلامَةْ
وَمَرْجٌ مِنَ الشِّيْمَةِ الغَجَرِيَّةِ قَادَ خِلافَةْ
هَلِ المَوْتُ يُعْطِيْ إِلَى الخَوْفِ وَقْتـًا
لِكَي يَسْتَشِيْرَ صِرَاعِي
لأَنَّ الهَجِيْرَ أَتَمَّ اصْطِفَافَهْ
مِنَ الخَوْفِ أَنْحَتُ أُمْنِيَةَ الشَّمْسِ
وَالرِّيْحُ تَلوِي جُنَاحِي بِقَصْدِ الحِمَايَةْ

هُنَا المَوْتُ
لَنْ يَتَكَلَّمَ عَنْ نَقَمَاتِ النَّوَايَا
لأَنِّي أَعِيْشُ
عَلَى عَتَبَاتِ الخُرَافَةْ
كَلَيْلٍ طَوِيْلٍ مِنَ الوَجَعِ المُتَشَبِّثِ هَمـًّا
يَضِيْعُ بِحُضْنِ المَسَافَةْ
تَعَلَّمْتُ مِنْ صِغَرِي
كَيْفَ يُجْنِيْ العَذَابُ سَنَابِلَ قَتْلِيْ سُدًى
مِنْ حُقُوْلِ البَنَفْسَجْ
وَعَاقَبْتُ نَفْسِيْ بِأَنْ لا هُوِيَّةَ قَتْلٍ
سَتَشْهَدُ بِاسْمِ الجِنَايَةْ

لَعَمْرِيْ نَقَشْتُ بِلَوْعَةِ قَهْرِي
عَنِ الأَمْسِ فَوْقَ دُمُوْعِ المَرَايَا
حِجَابًا يَزِفُّ كِسَاءَ الحُرُوْفِ
لِمِشْنَقَةِ الأَمَانِي
وَهَمْسُ البَلاغَةِ ظَلَّ طَرِيْقَ النَّجَاةِ بِثَوْبِ الخَفَايَا
نَعَمْ ... إِنَّ فِي وَجَعِ البُسَطَاءِ تَعِيْشُ الحِكَايَةْ
وَمِنْ شَهَقَاتِ الخِيَانَةْ
تَكُوْنُ البِدَايَةْ

أَمَا هَذِهِ الإِسْتِقَامَةُ ذَنْبٌ لَهَا
يَتَمَرَّدُ إِنْ غَابَ حَدُّ الخَطَايَا
أَمِ الإِعْتِرَافُ بِحَقِّ الخَطِيْئَةِ صَارَ ذَلِيْلا
فَعَيْنُ العَزَاءِ تجُوْلُ المَدِيْنَةَ تَرْقَبُ نَعْشـًا
وَلَيْلُ المَلذَّةِ يَرْكُضُ صَمْتـًا
لِيَدْخُلَ بَحْرَ الرَّزَايَا
هَنِيْئـًا لِكُلِّ سَفِيْنَةِ حُزْنٍ تُمَزِّقُ
فِيْنَا شِرَاعَ الهِدَايَةْ

أَمُدُّ يَدًا مِنْ خُرَافَةِ ظِلٍّ
تَعَالَتْ مَرَاسِمُهُ الحَجَرِيَّةُ مُنْذُ اخْتِلافِ الوَصَايَا
إِلَهِي ... طَرَقْتُ قُلُوبَ الأَئَمَّةِ بِالكَلِمَاتِ
وَإِذْ سَقَطَتْ مِنْ رِدَاءِ الغَرِيْبِ خَبَايَا
وَشَيَّعَنِي المَوْتُ قَبْلَ مَجِيْئِ السُّؤَادِ مِنَ اليَمِّ شَعْثـًا
لأُغْلِقَ بَابَ النِّهَايَةْ