أهلاً وسهلاً بكم أيها الزوار الكرام عبر مدونتي

07‏/10‏/2012

وجدانية الحرف

وِجْدَانِيَّةُ الحَرْفِ

شِعر محمد صافي


شَئٌ مِنَ الهَذَيَانِ صَــابَ قَصِيْدَتِي
وَتَعَلَّقَتْ كُلُّ الحُــرُوْفِ بسَطْــوَتِي

فَكَـأَنَّـمَــا لِلشِّعْــرِ قَـوْسٌ قَــدْ أَتَى
يَرْمِي سِهَـامَ الشَّـوْقِ نَحْــوَ دَلِيْلَتِي

مَا كُنْتُ أَتَّفِـقُ الهَــوَى قَبْـلَ الَّـتِـي
زَرَعَتْ شُجَيْرَاتِ اللَّظَى فِي قَلعَتِي

هَذِي حِكَايَةُ مَنْ تَعَلَّقَ فِـي الـرُؤَى
وَتَرَعْرَعَتْ أَغْصَـانُهُ فِي الحِيْــرَة ِ

أَيْنَ الطَّــرِيْقُ يَقُـوْدُنِي وَيَحِطُّنِــي
إِنِّـــي التَفَــــتُّ لِهَمْسَــةٍ وَرْدِيَّــــةِ

فِــي صُبْـحِهَــا نُــوْرٌ تَلَعْثَــمَ كُلَّمَـا
هَبَّ النَّسِيْمُ عَلَـى خُـدُوْدِ وِسَــادَتِي

وَتَبَـسَّـــمَ النَّــــايُ الَّــذِي أَفْعَمْـتُــهُ
طَرَبـًا لِرَقْصِ زُهُــوْرِهَا المُسْتَحْيَةِ

يَارِقَّــةَ الإِحْسَــاسِ حِيْــنَ تَكَلَّـمَـتْ
بَيْنَ الجَمَــالِ وَلَوْعَــةٍ مَمْــزُوْجَــةِ

نَادَيْـتِ بِاسْمِ الحُــبِّ صَمْتــًا حِيْنَمَا
سَجَدَتْ طُيُوْرِي فَوْقَ جِسْرِ الوَجْنَةِ

فَلتُتْــرُكِيْـنِـي لِـلهُيَــــامِ مُــدَاعِـبـًـا
حَتَّـى أَزِيْدَ عَلَى الفُـــؤَادِ مَحَبَّـتِـي

عزف على غصن الوجع

عَزْفٌ عَلَى غُصْنِ الوَجَع



شعر محمد صافي



يَنُثُّ الضِّيَاءُ الأُرْجُوَانِيُّ صَوْلَتِي
لِيَأْتِيَ مِنْ خَلفِ النِّدَاءِ سَرَابِي

سَفِيْنَةُ حُزْنِي لَنْ يَعُوْدَ شِرَاعُهَا
لِقَلبٍ وَلِيْمٍ يَسْتَلِذُّ عَذَابِي

أَنَا القَاتِلُ المَقْتُوْلُ فَوْقَ وِسَادَتِي
بِأَمْرِ الهَوَى أَشْكُو حَنِيْنَ الشَّبَابِ

رَجَوْتُكِ صَدَّاحًا بِهَدْيِ جَوَارِحِي
وَعَيْنَايَ تُزْجِي فِي الإِنَاءِ شَرَابِي

شَرِبْتُ دِنَانَ الحُزْنِ بِالآهِ حِيْنَمَا
طَلَقْتِ عَلَى الأَطْلالِ فَنَّ العِتَابِ

تَئِنُّ ضُلُوْعُ الحُبِّ بَيْنَ جَوَانِحِي
وَأَنْتِ عَلَى ظِلِّ الأَرِيْجِ الضَّبَابِ

أَلا تَكْسِرِيْنَ الدَّاجِيَاتِ فَإِنَّهَا
صَبَابَةُ بَانٍ تَسْتَبِيْحُ يَبَابِي

كَأَنَّكِ تَجْتَزِّيْنَ أَغْطِيَةَ الدُّجَى
بِصَوْتِ صَهِيْلِ الأَمْسِ وَالإِغْتِرَابِ

رَأَيْتُ بِسَاطَ الجُرْحِ يَحْمِلُ جُثَّتِي
كَرِيْحٍ تَعَامَتْ ضَفَّتَاهُ إِيَابِي

غَدَوْتُ وَعَيْنُ الشِّعْرِ تُبْصِرُ لَوْعَتِي
وَصَمْتٌ عَلِيْلٌ صَابَ وَجْدَ الرَّبَابِ

أُتَوِّجُ بِالأَشْعَارِ كُلَّ جَوَاسِقٍ
وَأَبْكِي عَلَى تِرْحَالِ وِدِّ غِيَابِ

فَأَسْرَحُ فِي لُبِّ الحَقِيْقَةِ مُمْطِرَاً
وَأَمْسَحُ بِالأَنْفَاسِ دَمْعَ سَحَابِي

إِلَيْكِ مِنَ الأَوْجَاعِ أُشْعِلُ مُهْجَتِي
وَصَبْرُ التَّجَلِّي يَسْتَعِيْدُ حِسَابِي

قَتِيْلُكِ فِي الأَنْسَامِ يَرْجُو سَرِيْرَةً
تَهُزُّ غُصُوْنَ المَوْتِ فَوْقَ تُرَابِي

عَلَى سُلَّمِ الأَحْزَانِ تَصْعَدُ أَحْرُفِي
تَجُوْدُ مِنَ الآلامِ أَلفَ كِتَابِ

أَرَانِي وَفِي جَنْبَيَّ أُحْجِيَةُ النَّوَى
تُزُيْدُ اشْتِعَالاتِي وَتُعْمِي صَوَابِي

جُحَافٌ تَهَامَى فِي اللَّظَى مُتَسَائِلاً
عَنِ الوَجْدِ , وَالأَهْوَالُ تُنْفِي اقْتِرَابِي

وَقَدْ أَصْبَحَ التِّحْنَانُ يَعْزِفُ أَدْمُعِي
وَيَرْمِي الرَّجَاءَ المُسْتَبَاحَ بِبَابِي

أَنِيْنٌ يُعِيْدُ الأَمْسَ قَبْلَ وِلادَةٍ
تَمَرَّدَ فِيْهَا نَاقِدُ الإِنْتِدَابِ