من أنادي

من أنادي


شعر محمد صافي



عندمـَا يهتـــز ُّ قلْبـِـي صارخـًـــا والـْ
ليل ُ صمت ٌ يـَبـْـتـَـلـِـيـنـَا يـَعـْـتـَـلـِيـنـَا

أعذرينــي إنَّ حــــزني جمــــرةٌ فـــي
أضلعــــي واليـــأسُ قــد زاد الأنينـــا

مع مرورِ الدهـــرِ يُـــزجـــي وقـْتنـــا
كالليلِ يبقـــــى ساكنـــــاً للساهريـنَـــا

من دنان ِ الشِّعــرِ هاتــــي واملئـيهـــَا
كـــأس َ حــــــب ٍّ لـذّ َةٍ للشــــاربينـَــا

في سمائِي يسكُنُ الطـَّيــــْفُ الجـَمـِيل ُ
ناضجـًا يـَرنـُو صفــاءَ السـَّـائـِــرِينـَا

يـالوجـْدِي يـَالحـُزْنـــــِي من أُنــــادِي
إنَّ قـَلبـِــي أصبـــح َ الآن َ حــز ِيـنـَا

إنـَّـنِي ما ز ِلـْـتُ أحيـَــا لا أٌ بـَالـِـــي
يا ليالــي فامـْلئـِـــي القلـــب َ حنينـــا

يا أمتي

يا أمتي

شعر محمد صافي

ألقيتُ أَوْرَاقِي عَلَى الصُّنْدُوق ِ
لاَ دَاعِي تَفِيضُ مَشَاعِرِي والْحُزْنُ
يبكي ليلةً تتجشمُ ...

لَمْ تَسْمَعُونِي الْيَوْمَ فَي صَمْتٍ
لأني لا أزالُ بصمتكمْ متوغلُ ...

يَا أُمَّتِي إِنِّي سَأَمْكُثُ
بِضْعَ أَيَّام ٍ أُفتشُ بَاحِثاً
خَلْفَ الشَّوَارِع ِ عَنْ
بَسَاتِينِ الأَمَانَي, بَاحِثاً
عَنْ شَاعِر ٍ يُلْقِي البيانَ ,
منقـِّباً عَنْ ثَوِرَةٍ
خَلفَ الْقِنَاع ِ تُهلهلُ ...

يَا أُمَّتِي فِي الصُّبْحِ
إِنِّي قَدْ أَرَى ظِلاًّ يَهُزُّ
بِصَخْرَةٍ عَلْيَاءَ
يَقْتُلُهَا الزَّمَانُ بِلَا سَبَبْ ...

أَدْرِي وَ لَكِنْ لاَ أَرَى
بَعْدَ النَّذَالَةِ وَ اللَّهَبْ ...

يا أمتي
فِي وَقْتِنَا دُرَرٌ يُضَمِّدُ جُرحنا...
سأقُولُ للموهومِ حَتَّى لَا يَرَى
مِنْ خَلْفِهِ الزَّمَنَ البَعِيدَ
تَرَى بِنَفْسِكَ خادماً ...
لاَ لَنْ تَقُولَ لـَكَ اللَّعِينَة ُ
فِي فِرَاشِ الْحُبِّ كَلَّا
يَجْتَبِيكَ اللهُ مِنْ ظُلُمَاتِهَا...

فالخوفُ يحرقُنَا قِفِي يَا أُمَّتِى
وَابْكِي قَلِيلاً فَالزَّمَانُ لِقَتْلِنَا لَا يَسْأَلُ

أتخطفني

أتخطفني

شعر محمد صافي


قــَالَتْ بِهَمْــس ٍ أَيـــــا هَــــذَا أتَخْطِفُــنِي
بَـاتَ اللقــــاءُ وَرَاءَ الْبَحْـــر ِ يـَسْتـَتِــــرُ

الدَّهْرُ يَمْضِـــى بِنَــــا والقلـــبُ مُشتعــلٌ
وَالْحُــزْنُ وَالْيَـأْسُ فــوقَ الراحِ يَنْتَشِــــرُ

إنَّ الْجُنــــُونَ الــذي مَـــــا زَالَ قُدْوَتُنَـــا
في همســـةِ الروحِ مُلتـــاعاً بـــهِ سَفـــرُ

صمـتٌ عنيدٌ بَدى فِــي العيــنِ ينكــرني
هَلْ يخرجُ الحبُّ مِنْ حُزْنِي وَ يَنْتَصِرُ ؟

فالشوقُ يزجـــي لأغصانٍ بهـــا عبــقٌ
أوراقُ حــبٍّ شذاهـــا الطيبُ والزهــــرُ

هــــذا حنينـــي مِـــــنَ الآلامِ ينفــجــــرُ
والروح تبكي كما الْمَصْلُـوبُ يَحْتَضِــرُ

كلُّ الأمـــانــي بكَــأْسِ الْمُـــرِّ تعتصـــرُ
والعشـقُ كفـــــرٌ فقدْ يغتالـــــهُ السَهَــــرُ

أُخْفِي بِقَلْبِي سِهَـامَ الْحُــــزْنِ من قلقـــي
حتـــى أُضمِّدَ جُرحــــاً بـــاتَ ينتصـــرُ

القدس

القدس

شعر محمد صافي


الْعـَهـْدُ عـَهـْدِي أَتى وَالنـَّصـْرُ مـُنـْتـَظــَرٌ
والْقُـدْسُ روحـِي بـِهـَـا الأَنجاسُ وَالدَّجَلُ

هـَذَا كـِتـَابـِــي فـَلا َ يـُخْـفـَى عـَلـَى أَحـَد ٍ
يا لـَيـْتَ أَشـْعـَارَنـــَا يـَبْقَى بـِهـَا الزَّجـَـلُ

القـُــــــدْسُ فـِيهـَــــا تـَوَارِيــخٌ نـُقـَـدِّرُهـَا
مـَنـْقـُــوشـَةٌ عـَلَّهـَــا ذِكـْـــرَى لـَنــَا أَجـَلُ

العـَيـْنُ مِنْ دَمـْعِهـَا ضَاقَتْ عَلَى بَصَري
يـَوْمــــــًا لـِرُؤْيـَــا زَمـَــانٍ عـَلّـَهُ الأَمـَلُ

فالْجـُنـْدُ في الْقـُدْس ِ يَعـْلُو فَوْقَ مـَنْصِبـِهَا
لا َيـَعـْلـَـمــــُونَ الـْوَفـَـا يـَوْمـاً إِذَا سُئـِلُوا

أَمـْجـَادُنـَـــا يـَكـْتـُبُ التـَّارِيخُ مـِـنْ زَمَن ٍ
قـَبـْلَ المـَوَالـِيدِ قـَالـُـــوا إِنـَّهـُـــمْ قـُـتـِلـُوا

الزَّهـْرُ وَالـمـَاءُ فـِـرْدَوْسٌ عـَلـَـى قبـَبٍ
يخْبُو عـَلـَيـْـهـِمْ وَهـْـمْ فـِيـهــا كما الوَجـَـلُ

يـَــا أُمـَّـتـِــي قـُدْسـنــا مـَجـْدٌ بـَلَاغـَتـُهـَا
الكـُّلُّ فـِيـهـَا كـَمـَـا الأَزْهـَـارُ تـَكـْـتـَمــلُ

لاَ تـَحـْزَني إِنـَّنـا بـَاقـُــونَ فـَابـْتـَسـِمـِــي
يا قـُدْسُ مَســرَى نـَبينـَا الجَيْـشُ ينْفَصِلُ

يـَا أُمـُّتـِــي رَايـَتـِــــي الِإســـلَام ُ أَحْمِلُها
أَمْضي بها لــَوْ تـَضَاهى حدُّهــا الجـَبـَلُ

فليعلموا

فليعلموا

شعر محمد صافي


هذا كتابــي أتـــى من دمعتــي ودَمي
أمْـــرٌ توسَّد فـــي جلبــــاب مقلمتـــي

تمضي حياتي إلــى ذكـــرى أُترجمها
والحزنُ يشدو معي لحناً علـى شفتــي

والعينُ تصبو دموعـــاً كيفَ تأمــرني
تاهـتْ غديراً أراهــا فهْــيَ محـــرقتي

هذا فــؤادي علــى الأحـــزان بعثرني
سحـراً أفـــاقَ الخلايا عنــدَ ذاكـــرتي

خفاقةٌ فوقَ عرشي فـي الضّيـــا قمــرٌ
هلّت ربيعاً جمــالُ الكــــونِ ملهمتــي

حسناءُ في وجههـــا فجْـــرٌ يناظـــرنا
مــالتْ كغصنٍ شدتْ روحـي معلمتي

فليعلمــــوا أنَّ شـــوقي فــــي مفاتنها
يا أيُّهــا الفجـــرُ صمتــاً عندَ أغنيتـي

قالت بك الكون مرسوم على ورقي

قالت بك الكون مرسـوم على ورقي

شعر محمد صافي


يا نجمةٌ نورها يحنو علــى وجعـي
شوقٌ بها يُنعشُ الأحــلامَ فاتنتـــــي

ضافت أساطيرُ أشواقي إلــى كتبي
حرفاً من الحب يشدو إسـمَ مُلهِمتـي

أوراق زهرٍ وقد طــــابت مرابعنــا
أغصاننا المسك يا أفــراح سيـــدتي

قالت بك الكون مرسـوم على ورقي
أنت الحبيب الـذي أهديت خاطـرتي

الوردُ يعزفُ ألحـــاناً علـــى وتري
والحب يسري بشرياني وأوردتـــي

يا منقذ النفس والأحــزانُ بآخــرتي
فالكونُ يشدو ربيعاً حولَ أجنحتــي