أهلاً وسهلاً بكم أيها الزوار الكرام عبر مدونتي

28‏/01‏/2011

صرخة في الظلام

صَرْخَةٌ فِي الظَّلامْ

شعر محمد صافي

نَبْــعُ الدِّمَــــاءِ أسـِيـــرٌ بَيْنَ أَوْدِيَتِـــي


وَصَرْخَةُ الْحَقِّ فِي الأَجْــدَاثِ تَخْتَنِــقُ


مَالِــي أُلَمْـلِـــمُ أَشْـــلائِــي وَأَحْمِـلُهَـــا

فَالْقَلْــبُ مِـــنْ نَقَمَـــاتِ الـذُّل ِّ يَنْفَلِـــقُ


أَنَا الَّــذِي قَدَّمَــتْ رُوْحِـــي مَوَاجِعَهَــا


عَلَـــى بِسَـــاطٍ مِــنَ النِّسْيَــانِ يَنْبَثِــقُ


تُصِيْبُنِــي لُغَـــةُ الأَنْــذَالِ ضَــاحِكَــــةً


فَالكَــوْنُ أَلْسُنَـــةٌ لِلــزَّيـْف ِ تـَخـْتَلِـــقُ


نَزَعْــتُ عَنِّي وِثَــاقَ الخَــوْفِ يَا وَطَنِي


وَجِئْــتُ مُــزْدَلِفَـــاً يَرْمِي بِـيَ الشَّفَــقُ


لا تَخْتَبِــئْ يَا حَلِيْفي خَلفَ أَشْــرِعَتِي


أَنْتَ العُيُوْنُ الَّتِـي يَبْكِي لَهَـــا الــوَرَقُ


حُزْنِي عَلَيْكَ فَلا تَلــــهُـو بِضَحْكَتِهِــمْ


ضِحْــكُ النِّفَـــاقِ مَعَ الطُّغْيَـــانِ يَتَّفِــقُ


هُمْ يَلْبِسُوْنَ ثِيَــابَ الطُّهْـــرِ مَخْبَــأَهُمْ


هُمْ أَوْهَمُــوْكَ بِحُبٍّ ضَـــرَّ مَنْ وَثَقُـوا


فِي العَيْــنِ أَحْلامُهُــمْ بَانَتْ مَلامِـحُهَـا


وَهْمُ المَلامِــحُ حَتْمــاً سَــوْفَ يَنْــزَلِقُ


لا يُـدْرِكُــــوْنَ بِــأَنَّ الــرُّوْحَ فَـانِيَــةٌ


وَقَــدْ نَسُــوا أَنَّهُــمْ مِـــنْ طِيْنَةٍ خُلِقُـوا


عِشْرُوْنَ أُخْتَاً مِنَ الإِغْوَاءِ مَـوْلِدَهُــمْ


حَتَّــى بَدَى عَارُهُمْ بِالإِسْــم ِ يَلْتَصِــقُ


أَشْجَـــارُهُمْ كُلُّهَـــا كــُرْهٌ فَكَيْـــفَ إِذَاً


نَـرْجُو ثِمَارًا لِغُصْن ٍصَــارَ يَحْتَــرِقُ


خَلْــفَ الجَهَالَةِ قَـدْ زَكُّــوا بِأُضْحِـيَةٍ


وَالدّمْعُ وَهْـمٌ عَلَــى الأَوْطَـانِ يَنْـدَلِقُ


إِنَّ الحَيَـــاةَ عَـنِ العَيْنَيْـنِ قَـدْ حُجِبَتْ


وَالطَّـائِفُــــوْنَ بِهَــــا يَنْتَـــابُهُــمْ نَـزَقُ


تَمْشِي هُنَــا جُثَثُ الأَوْهَـامِ يَـا سِعَتِـي


كَـأَنَّ خُطوَتهُـــمْ تَجْتَـــازُهَا الطُّـرُقُ


فَلْتُــوْقِفِـي يَا جُسُوْرَ الحُزْنِ خُطْوَتَهُمْ


وَاسْتَيْقِظِي وَافْتَحِي دَرْبَاً لِمَنْ صَـدَقُوا


قَضَيْتُ عُمْـــرِيَ وَالأَحْـلامُ بَاخِـرَتِي


سَارَتْ تُفَتِّشُ عَنْ أَحْزَانِ مَنْ غَـرِقُوا


أَرْسُـــو بقَافِيَتِـي فَـــوْقَ الْجَبِينِ وَقَـدْ


صَـارَتْ حُــــرُوْفِيَ للأَشْعَـارِ تسْتَبِقُ


إِنِّي سَأَحْمِلُ مِنْ أَرْحَـــامِ أَدْعِيَتِــــي


وَحْـيًــا أَعِيْدُ بِهِ أَرْوَاحَ مَنْ سَبَقُـــوا


وأُخْرِجُ النُّوْرَ مِــنْ خَيْمَـاتِ ظُلمَتِنَـا


وَأَسْكُبُ الشِّعْــرَ كَالطُّوْفَانِ يَنْطَلِــقُ

03‏/01‏/2011

يكفيكم مزاح


يَكْفِيْكُمْ مُزَاحْ

شعر محمد صافي


جَسَدِيْ المُحَنَّطُ قُرْبَ مُخْتَبَرِ القِتَالْ
مَعْذُوْرَةٌ رُوْحِي
تُقَلِّبُ دَفْتَرَ الأَوْجَاعِ فَوْقَ سَحَابَةٍ
سَمَّيْتُهَا مِسْكَ الخِتَامْ
كُلُّ المَنَابِعِ أَقْبَلَتْ زَمَنَ الرَّحِيْلْ
إِنَّ الصَّلاةَ تَفَرَّقَتْ
قُوْمُوْا لِصَيْدِكُمُ الثَّمِيْنْ
أَسَفِيْ عَلَى الكَفَّيْنِ قَدْ
خَتَمَا على جُدْرَانِنَا خَتْمَ الدَّمِ ...
وَاسْتَحْضَرَا مِنْ كُلِّ عَاصٍ مَأْثَمَاً
وَتَخَفَّيَا خَلْفَ القِنَاعْ

قُلْ لِلبِحَارِ تَقَدَّمِي
كَي تَغْسِلِي وَجْهَ الصَّبَاحِ مِنَ الدُّخَانْ
نِصْفُ الخَرِيْطَةِ يَشْتَرِي
قِمَمَاً مِنَ الأَوْهَامِ مِنْ سُوْقِ الجَبَانْ
يَا مَوْتُ هَيَّا فَاسْتَعِدْ
لِتُسِنَّ مِخْلَبَكَ الحَدِيْدِيَّ القَوِيَّ هُنَاكَ مَنْ
يَتَحَدَّثُوْنَ بِلَعْنَةٍ لُغَةَ الجِنَانْ

كَيْفَ الحَمَامُ سَيَحْمِلُ الذِّكرَى
وَنَابُ الخَوفِ يُمْسِكُ بِالهَوَاءْ
فَإِذَا تَخَاصَمَ بَيْنَ أَوْرِدَتِي مِنَ الأَضْلاعِ ضِلعٌ غَاضِبٌ
يَتَبَعْثَرُ الرِّيْحُ المُلَطَّخ ُ بِالدِّمَاءِ كَأَنَّهُ
غَيْبُوْبَةٌ فَوْقَ العُرُوْشِ تُوَدِّعُ الأَحْلامَ وَالغُصْنَ المُطَرَّزَ بِالسَّلامْ

هَلْ مِنْ مُجِيْبٍ بَعْدُ عنْ قتلِ الجَمَالْ
هِيَ هَذِه الدُّنْيَا التِي
ما زَالَ فِيْهَا أَلفُ فِرْعَوْنٍ يُنَقِّبُ عَنْ سُؤَالْ
جَاءَ السُّؤَالُ مكبلاً بعلامةِ التسآلْ
فَالآنَ فَلتَخْرُجْ وَوَاجِهْ دُمْيَتِي
أَنِّي عَرِفْتُكَ مِنْ خُرَافَةِ وَجْهِكَ المَسْجُوْنِ خَلْفَ خُرَافَةٍ
فَاكْشِفْ عَنِ العَيْنَيْنِ يَا نَبْعَ العَناءْ
فَالأَرْضُ قَبَّلَهَا الوَهَنْ
وَاللَّيْلُ عَانَقَهُ الوَسَنْ
وَالعَيْنُ كَبَّلَهَا العَمَى
نَضَجَتْ وُرُوْدُ اللَّيْلِ كَمْ شَرِبَتْ دِمَاءً يَا رِفَاقْ

يَا سَاكِني الليْلاءِ جِئْنَا خَلـْفَكُمْ
والصَّمْتُ فِي أَوْجَاعِنَا كَي تَقْبَلُوْنَا فِيْ الوِئَامْ
لا تُغْلِقُوا نَبْعَ السَّلامْ
عَيْنُ الدِّيَانَةِ أَدْمَعَتْ خَلْفَ السَّرَابْ
وَخَيَارُنَا نَبْقَى نُدَاعِبُ هَمَّنَا
وَيْلٌ عَلَى التِّبْيَانِ خَبَّأَهُ الظَّلامْ
وَاسْتَسْلَمَتْ أَنَّاتُـهُ تَحْتَ الضِّلالْ
كُفُّوا عَنِ التَّمْثِيْلِ يَكْفِيْكُمْ مُزَاحْ
مَهْمَا تَوَارَتْ نَفْسُنَا لِلجَهْلِ
إِِنَّا فِي الجِهَادِ بِوِحْدَةٍ نَحْوَ الكِفَاحْ